تفسير سورة القدر
وصايا من الشيخ عمّا يُفعل في هذه الليلة المباركة:
1- ينبغي للعبد أن يتجنب الخصومة مع الناس.
2- يتجنب الأسواق ما استطاع إلى ذلك سبيلا ، الشيطان ينصب رايته في الأسواق، صحيح أن الإنسان مكلف شرعا بأهله وذويه وقد يضطر للخروج ولكن يتجنب الأسواق ما استطاع
3- يحرص كل فرد منّا على أن يخلو بنفسه ولو ساعة في تلك الليلة يسبّح ، يقرأ القرآن ، يصلّي ، يطيل السجود يبتهل إلى الله إلى خالقه، وتُظهر لله في خلوتك ما يحب جل جلاله وتُري الله جل وعلا انكساراً عظيماً بين يديه ، تُظهر لله فقرك، والله يحب من عبده أمرين:
الأمر الأول: فرح العبد بنعمة ربه عليه وإسناد ما هو فيه من فضل إلى خالقه مع الفرح به
الأمر الثاني : إظهار فقره وانكساره إلى ربّه جلّ وعلا
فإذا استطا ع العبد ان ياتي بأدعية تجمع هذا وهذا وهو يزدلف إلى ربه كان ذلك أدنى بأن تتنزل عليه رحمة ربّه، ولا بد ان يستصحب أنّها ليلة خصّها الله ، يصنع هذا في ليالي العشر كلّها ، حتى لا يخرج عن ان تصيبه رحمة الله جلّ وعلا ، معترفا بذنبه ، مقرّا بتقصيره، مهاجراً بقلبه إلى الله .
ويقرأ الآيات التي يظهر فيها افتقار العباد إلى ربّّه منها:
رب إني لما انزلت إلى من خير فقير
(رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ. وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ. وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ. وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ.وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ.وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ. يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ.إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ.
ثم يقف كثيرا عند قول الله: ولا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ . يوم لا ينفع مال ولا ينون . إلا من أتى الله بقلب سليم
فإن هذا يورث افتقارا إلى الله
ولو قرأ : (لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)
ولو قرأ : وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين. وأعوذ بك رب ان يحضرون)
ولو قرأ: (إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنّهم هم الفائزون )
ولو قرأ: ( تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا. وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً)
هذه الآيات وأضرابها في القرآن ، الأصل أن تورث خشوعا وخضوعا من العبد لربه ، فلو قرأها شعر بانكسار وذل بين يدي الله الواحد القهّار، إذا رحمه ربه قبل انكساره، وإذا رحمه ربه قبل تضرعه ، وإذا رحمه ربه أفاء عليه جل وعلا بما يدعوه وفتح عليه بما يرجوه فيكون قلبه إلى الله أقرب ولسانه لله أشد ذكراً ، ولعل الله جل وعلا أن يمنّ عليه بعد ذلك ويرحمه، ولكن حسن من العبد في هذه الليالي أن يتبرأ من كل حول وطول وقوة وهداية ، إلا حول الله وطوله وقوته وهدايته ، لأن الموفق هو الله .
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عنّا
م/ن عن الشيخ صالح المغامسي